سكارليت جوهانسون | الاستثناء الجميل في هوليوود

حول العالم

سكارليت جوهانسون | الاستثناء الجميل في هوليوود.

رقيقة هي حقاً في أبسط أشيائها، حتى في تلك الضحكة الممزوجة بطفولة “واعية”، تدرك معنى الأشياء وتعرف ماذا تريد، وماذا تفعل، تحاول في مهارة وذكاء استقراء المستقبل، والسعي إليه بنفس تلك الروح المرحة التي تسكنها، لها رؤيتها الخاصة جداً للحياة، صلبة كمحارب أعتاد الحروب، فصار يملك من الخطط والخبرة والتوقع ما يحقق له النصر، إلا أن تلك الصلابة لا تنتقص ولو “فيمتو” واحداً من جمالها ورقتها.

سكارليت جوهانسون تملك ميزتين كنجمة في سماء هوليوود، الأولى أنها أصبحت موهبة واضحة في التمثيل، والثانية جمالها وحضورها الساحر على الشاشة.هي من مواليد عام 1984 في ولاية نيويورك الأميركية.

بدأت حياتها مع السينما وهي طفلة لم تصل سنتها العاشرة، كان ذلك في الفيلم العائلي (شمال) الذي شاركت فيه بدور بسيط للغاية، وبعده شاركت في فيلم (قضية عادلة) مع ثلاثة من النجوم الكبار، هم (النجم البريطاني شون كونري ـ إد هاريس ـ والأسمر لورانس فيشبورن)، حيث أدت دور الفتاة الصغيرة (كيت) ابنة الخبير القانوني بول أرمستونغ (كونري)، الذي يكافح من أجل إثبات براءة المتهم (فيشبورن) المحكوم عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي، وفي العام 1996 ظهرت في الفيلم الرومانسي (إذا سقطت لوسي) مع النجمة التلفزيونية المعروفة (سارا جيسيكا باركر).

بعد ذلك، وفي العام الذي يليه ظهرت في فيلم (انهيار)، ثم أتبعته بمشاركة خفيفة في الجزء الثالث من فيلم الأطفال الشهير (وحيد في المنزل)، وهنا، وإلى هذا الحد انتهت مرحلتها الأولى، مرحلة الطفولة، ثم بدأت في العام 1998 مرحلة جديدة مع الفيلم الرومانسي الجميل (الحصان الهامس) الذي ترشح لأوسكار أفضل موسيقى في ذات السنة، وهو من إخراج وبطولة النجم روبرت ريدفورد.

بعد هذا الفيلم، اقتربت من حيز البطولة، حيث شاركت في الفيلم العائلي (أخي الخنزير)، ثم ظهرت في بداية الألفية الثانية، في (عالم موحش) وهو فيلم مأساوي مليء بالوحشة والغربة، وأحد أفضل وأعمق الأفلام الشبابية لتلك الحقبة، وقد تألقت (سكارليت) كثيراً في أدائها لدور الفتاة (ريبيكا)، ببسمتها وهدوئها الذي عبر عن مشاعر الوحشة والبرود التي ضجت بها أحداث الفيلم.

بعد ذلك، شاركت سكارليت في فيلم الجريمة الرائع (الرجل الذي ليس هناك )، وهو واحد من الأفلام الهامة للأخوة (كوين) ويحتوي على كل الخصائص التي ميزت سينماهم، من نجومية للجريمة ذاتها، ومن فشل ذريع للمجرمين ذوي المنطق الغريب والعجيب، وأدت سكارليت في هذا الفيلم دور الحبيبة الصغيرة التي ظهرت واختفت سريعاً كنسمة رقيقة ألقت بشيء من العذوبة على الفيلم ومضت، وقد رشح لأوسكار أفضل تصوير عام 2002.

وكان العام 2003 بمثابة الانفجار الكبيرة لموهبة (سكارليت جوهانسون)، حيث ظهرت بأبدع ما يكون في الفيلم الكئيب (ضائع في الترجمة) للمخرجة الشابة (صوفيا كوبولا) ـ ابنة المخرج الكبير (فرانسيس فورد كوبولا) ـ والتي فاجأت عشاق السينما بفيلم رصين يحمل عمقاً فكرياً وحساً إنسانياً بالغ الشفافية، وعزف بعمق وتركيز على وتر الوحشة، هذا الوتر، الذي يبدو أنه المفضل لنجمتنا الشابة سكارليت، وهو الذي تبرع فيه أكثر من غيره، وقد حازت عن أدائها في هذا الفيلم جائزة البافتا عن أفضل ممثلة في دور رئيسي.

وفي العام 2004، ظهرت سكارليت في أربعة أفلام دفعة واحدة، هي: (لدرجة الكمال، امرأة جيدة، في شركة جيدة، أغنية حب لبوبي لونغ)، وقد يكون الفيلم الأخير هو أميزها، ومبعث الميزة فيه هو أنها نالت ترشيحاً عنه لجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة في دور رئيسي عن فئة الدراما.

واستمرت سكارليت على المنوال نفسه في السنوات التالية، حيث ظهرت في ثلاثة أفلام مقرونة إلى أسماء مخرجيها الكبار، الأول مع المخرج الكبير والممتع دوماً (وودي ألان) في فيلم ماتش بوينت، والثاني مع المخرج (برايان دي بالما) في فيلم الداليا السوداء، أما الفيلم الثالث فهو “جزيرة” مع العبقري (مايكل باي) مخرج الأكشن المعروف.

أما في العام 2009، فقد شاركت بالتمثيل في فيلم ( إنه ليس لك ذلك)، وجمع عددا كبيرا من النجوم أبرزهم جنيفر أنيستون وبن أفليك.

ومن أعمالها خلال السنوات الأخيرة، لعبها لدور (الأرملة السوداء) في الجزء الثاني من فيلم (الرجل الحديدي 2) مع الممثل الأميركي روبرت داوني جونيور، و”ذا أفنجرز ـ المنتقمون”، و هتشكوك (الدور: جانيت لي)، ودون جون (باربرا شوغارمان)، وهي (سامانثا)، وفيلم (لوسي).

سكارليت جوهانسون، بأفلامها السابقة، وأعمالها المقبلة، تثبت أنها استثناء جميل، ونجمة مبدعة تملك من القدرات والمواصفات، ما يضمن لها النجومية في هوليوود عاصمة السينما العالمية.