نشأة الكون | تعرف على أهم نظريات بداية الكون.
نقدم لك عدة نظريات والتي تفسر نشأة الكون وكيف بدأ:
نظريات بداية الكون .. الرأي السائد الحالي لعلم الكونيات هو كون يتسع مع الزمن نشأ من الانفجار العظيم، وهذا الرأي مدعم من قبل دليل وهو على شكل إشعاع الخلفية الكونية وانزياح الضوء البعيد نحو الضوء الأحمر من ألوان الطيف، مما يشير إلى أن الكون يتوسع بشكل مطرد.
ومع ذلك، فليس الكل على اقتناع بتلك النظرية أو بالأدلة المقدمة لإثبات صحتها، فعلى مر السنين قد تم عرض الآراء البديلة والمتنوعة من علم الكونيات، بعض هذه النظريات مثيرة للاهتمام، ولكن تظل للأسف مجرد فروض.
حيث لم نتمكن إلى الآن من التحقق من صحتها مع ما توصلنا إليه من تكنولوجيا وما توصلنا إليه من أدلة، والبعض الآخر عبارة عن رحلات مضللة من الخيال تحاول التمرد على الطريق الصعب الذي يظهر عليه الكون محطمًا مفاهيم الإنسان عن الفطرة السليمة، وفي هذا الموضوع نوضح بعض من تلك الآراء المختلفة التي قدمها علماء حاولوا الكشف عن أسرار أخرى للكون من وجهات نظر وتجارب مختلفة.
نظريات بداية الكون .. أهم نشأة الكون البديلة عن نظرية الانفجار العظيم نظرية الحالة الثابتة نظرية الحالة الثابتة أو كما تعرف أيضًا بنظرية الكون اللامتناهي هي أحد نماذج نظريات نشأة الكون البديلة لنظرية الانفجار العظيم التي تم تطويرها عام 1949 على يد عالم الكون الفيزيائي فريد هويل وآخرون كالعالم النمساوي توماس غولد.
وفقًا لمخطوطة تم إعادة ترميمها مؤخرًا لألبرت أينشتاين، فقد صدق العالم الكبير على نظرية البريطاني هويل التي تقول أن الفضاء يمكن أن يستمر في التوسع إلى ما لا نهاية مع الحفاظ على كثافة متسقة إذا تم إدخال مادة جديدة باستمرار عن طريق التولد التلقائي.
على مدى عقود، اعتبر الكثيرون فريد هويل مهووسًا، ولكن المخطوطة تشير على الأقل أن آينشتاين أعطى أفكار هويل اهتمامًا جديًا.
نظريات بداية الكون .. تم تقديم أفكار نظرية الحالة الثابتة عام 1948 من قبل كلاً من توماس غولد وفريد هويل وهيرمان بوندي، وجميع أفكار النظرية تم بنائها على المبدأ الكوني المثالي، والذي ينص على أن الكون يبدو عمليًا على نفس الأساس من كل مكان داخله في جميع الأوقات للعين المجردة، تلك الفروض كانت مشوقة من الناحية الفلسفية.
حيث أنها تفرض أن الكون ليس له بداية أو نهاية. كان للنظرية قبولاً شعبيًا كبيرًا في الخمسينيات والستينيات، ولكن عندما تم تقديم أدلة جديدة على حقيقة تمدد الكون مع الزمن، اقترح أنصار النظرية أن هناك مادة جديدة يتم إنشاؤها بشكل تلقائي بمعدل ثابت (بعض الذرات لكل ميل مكعب سنويًا).
مع مراقبة الكوازارات (نجوم زائفة) في المجرات السحقية – وبالتالي أقدم من وجهة نظرنا – والتي ليس لها وجود في نظامنا النجمي، عمل ذلك على التقليل من حماس العلماء تجاه فروض نظرية هويل، وفي النهاية تم دحض تلك النظرية من قبل العلماء عندما تم اكتشاف إشعاع الخلفية الكوني، وهو عبارة عن موجات كهرومغناطيسية مصدرها غير ملحوظ في الفضاء، ومع ذلك في أثناء عمل هويل على تعزيز نظريته الخاصة، فقد قام بسلسلة من الدراسات التي أثبتت كيف ظهرت ذرات أثقل من الهيليوم في الكون (التي تكونت بسبب الحرارة العالية والضغط المتولد من النجوم الأولى أثناء مرورها بدورة حياتها). ومن المثير للسخرية أن فريد هويل هو من صاغ مصطلح “الانفجار العظيم”.
نظريات بداية الكون .. الضوء المرهق نظرية الضوء المُرهق هي أحد الفروض القديمة التي وضعت لتفسير ظاهرة الانزياح الأحمر، وتم اعتبر هذا النموذج بديل لنماذج أخرى لنظريات نشأة الكون كالانفجار العظيم ونظرية الحالة الثابتة، تم طرح تلك الفرضية في عام 1929 على يد عالم الفلك والفيزيائي السويسري فريتز زفيكي والذي اشتهر بأعماله وبحوثه المختلفة في المادة المظلمة وكذلك النجوم النيوترونية، وذلك من خلال دراسته الواسعة للمجرات.
لاحظ إدوين هابل أن موجات الضوء من المجرات البعيدة تميل للتحول نحو الضوء الأحمر من الطيف مقارنةٍ بالضوء المنبعث من الأجرام السماوية القريبة، مقترحًا أن الفوتونات فقدت الطاقة بطريقة أو بأخرى.
يُفسر هذا “الانزياح نحو الأحمر” عمومًا في سياق التوسع بعد الانفجار العظيم فضلاً عن كونه أداة لتأثير دوبلر، ويقترح أنصار نماذج نظرية الحالة الثابتة في نشأة الكون أن الفوتونات تفقد الطاقة تدريجيًا أثناء سفرها خلال الفضاء، حيث تميل للانتقال نحو الضوء صاحب أطول طول موجي، والأقل طاقة وهو الضوء الأحمر من ألوان الطيف.
نظريات بداية الكون .. هناك الكثير من العيوب في فروض نظرية الضوء المُرهق.
أولاً، لا توجد وسيلة أن طاقة الفوتون يمكن أن تتغير بدون أن تتغير القوة المحركة الدافعة له، والتي من الممكن أن تؤدي إلى حدوت تشويش بسيط أو عدم وضوح للضوء لا يمكن أن نلاحظه.
ثانيًا، فإن فروض النظرية لا تستطيع تفسير أنماط الضوء المنبعثة من النجوم المتفجرة، والتي على عكس الضوء المنبعث من الأجرام السماوية الأخرى قريبة جدًا من نماذج التمدد الكوني مع نسبية خاصة تتسبب في اتساع الوقت. وأخيرًا، معظم نماذج الضوء المُرهق غير مبنية على كون متمدد، إنما تم وضع نماذج النظرية ودراستها على كون غير متمدد، وهذا ما سوف يؤدي إلى إشعاع ضوء خلفي غير متطابق مع ملاحظاتنا، وبالأرقام، فإن كانت فروض نظرية الضوء المرهق صحيحة، فإن معظم ما نلاحظه من إشعاع خلفي فضائي سيأتي من مصادر قريبة لنا أقرب من مجرة أندروميدا أم 31 (المرأة المسلسلة) أقرب جار لمجرتنا درب التبانة، وأي شيء أبعد من ذلك سيكون مرئي بالنسبة لنا.
التضخم الكوني معظم النماذج الحديثة عن نظريات نشأة الكون تفترض حدوث نمو متسارع في فترة قصيرة والذي يعرف باسم التضخم الناجم عن طاقة الفراغ وهي الطاقة الموجودة في الفضاء حتى في حالة خلوه من المادة (الفضاء الخالي)، والذي بدوره عمل على فصل الجسميات المجاورة لنا بسرعة كبيرة إلى مناطق شاسعة في الفضاء. بعد التضخم اضمحلت طاقة الفراغ إلى بلازما ساخنة والتي في النهاية شكلت الذرات والجزيئات.
حسب نظرية التضخم الكوني، فإن هذا التضخم لم يتوقف أبدًا، بعيدًا عن ذلك فإن فقاعات الفضاء توقفت عن التضخم ودخلت في حالة طاقة منخفضة، ثم بعد ذلك توسعت عن طريق التضخم الداخلي، هذه الفقاعات الفضائية كان يمكن أن تكون كالفقاعات الموجودة في وعاء ماء مغلي، إلا أن في هذه التشبيه فإن الوعاء يزداد توسعًا.
كإحدى نظريات نشأة الكون البديلة، في هذه النظرية، فإن الكون الذي نعرفه هو عبارة عن فقاعة وسط العديد من الفقاعات الأخرى في كون متعدد يتميز بالتضخم المستمر، وأحد جوانب هذه النظرية التي قد تكون قابلة للاختبار، هي أن أي إثنين من الأكوان القريبة من بعضهما والتي يوجد هناك فرصة أن تتقابل مع بعضها في المستقبل سوف يؤدي ذلك لحدوث اضطرابات في الزمكان الخاص لكل كون.
أفضل دعم لفروض تلك النظرية سيكون فعلاً حدوث نوع من ذلك الاضطراب في الخلفية الإشعاعية الكونية. تم تقديم أول نموذج عن تلك النظرية في نشأة الكون من قبل عالم الفيزياء الكونية السوفييتي أليكسي ستاربونسكي، ولكن هذا النموذج اشتهر في الغرب على يد العالم الفيزيائي الأمريكي آلان غوث، والذي وضع نظرية عن الكون في مراحله المبكرة مفادها أن الكون في مراحله الأولى قد يكون فائق التبريد ليسمح بالنمو المتسارع قبل الانفجار العظيم.
أندريه لينده وهو عالم وفلكي أمريكي من أصول سوفيتية، أخذ كل تلك النظريات وطورها لنظريته الخاصة “التضخم الفوضوي الأبدي”، وتقترح النظرية أنه بدلاً من حدوث انفجار عظيم في نشأة الكون ، ومع وجود الطاقة اللازمة، فإن التوسع يمكن أن يحدث في أي نقطة من الفضاء وكان باستمرار خلال الكون المتعدد، ووفقًا للينده، بدلاً من كون يعتمد على قانون واحد للفيزياء، فالتضخم الفوضوي الأبدي يتنبأ بتكاثر ذاتي، فالأكوان المتعددة موجودة إلى الأبد حيث يمكن أن تتحقق جميع الاحتمالات”.