هل تتنصت هواتفنا علينا.. وكيف تحمي نفسك

تكنولوجيا

هل تتنصت هواتفنا علينا.. وكيف تحمي نفسك

يشغل موضوع تنصت الهواتف الذكية على المستخدمين عقول الكثيرين في ظل التطور السريع للتكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الهواتف في الحياة اليومية. يشعر البعض بأنهم يتعرضون للتجسس من خلال هواتفهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإعلانات التي تبدو وكأنها تستجيب لما يتحدثون عنه في حياتهم اليومية. فهل فعلاً تتنصت الهواتف علينا؟ أم أن الأمر يتعلق بآليات أخرى؟

الأساس التقني للتنصت

الهواتف الذكية تحتوي على ميكروفونات حساسة، وهي تظل في حالة استعداد للتفاعل مع الأوامر الصوتية مثل تلك التي تتلقاها المساعدات الذكية مثل “سيري” (Siri) و”جوجل أسيستنت” (Google Assistant). هذه المساعدات الرقمية تعتمد على استماع الهاتف باستمرار في انتظار أن يطلب المستخدم الأمر. ولكن، هذه الشركات تدعي أن الهواتف لا تبدأ التسجيل إلا بعد إصدار المستخدم أمرًا محددًا مثل “Hey Siri” أو “OK Google”.

الإعلانات الموجهة والبيانات

من أشهر الحالات التي تجعل الناس يشعرون بأن هواتفهم تتنصت عليهم هي عندما يظهر إعلان مرتبط بشيء تحدثوا عنه حديثًا في محادثة شخصية. رغم ذلك، تشير الكثير من الدراسات إلى أن هذه الإعلانات ليست ناتجة عن تنصت مباشر، بل هي نتيجة لتحليل البيانات التي يتم جمعها بطرق مختلفة مثل:

تتبع نشاط المستخدمين عبر الإنترنت : يمكن للشركات تتبع ما تبحث عنه، أو المواقع التي تزورها، أو حتى تفاعلاتك على مواقع التواصل الاجتماعي. بناءً على هذه البيانات، يتم تخصيص الإعلانات بشكل دقيق لتلائم اهتماماتك.

التنبؤ بالسلوك : تعتمد بعض الشركات على خوارزميات متقدمة تقوم بتحليل سلوكك الرقمي للتنبؤ بما قد تكون مهتمًا به في المستقبل بناءً على ما كنت تبحث عنه أو تتفاعل معه في الماضي.

التصريحات الرسمية للشركات

شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “جوجل” و”فيسبوك” و”أبل” تنفي بشكل قاطع أنها تقوم بالتنصت على المحادثات الصوتية للمستخدمين من خلال الهواتف لأغراض إعلانية. تؤكد هذه الشركات أن جمع البيانات يتم بعد موافقة المستخدم على الأذونات التي تمنح للتطبيقات عند تثبيتها، وأن البيانات التي يتم جمعها تستخدم لتحسين تجربة المستخدم وتخصيص الإعلانات بناءً على نشاطه الرقمي.

كيف تحمي نفسك؟

تحقق من الأذونات : عند تثبيت التطبيقات على الهاتف، تأكد من مراجعة الأذونات التي تطلبها التطبيقات. إذا لم يكن التطبيق بحاجة إلى الوصول إلى الميكروفون أو الكاميرا، فمن الأفضل عدم منح هذا الإذن.

تعطيل المساعدات الصوتية : إذا كنت لا تستخدم المساعدات الذكية مثل “سيري” أو “جوجل أسيستنت”، يمكنك إيقاف تشغيلها لمنع الهاتف من الاستماع باستمرار.

استخدام تطبيقات حماية الخصوصية : هناك تطبيقات وبرامج تساعدك في التحكم في الأذونات ومراقبة النشاط الذي يتم على هاتفك لحماية بياناتك.

الخلاصة

على الرغم من الشكوك التي تساور الكثيرين حول ما إذا كانت الهواتف تتنصت علينا، إلا أن معظم الأدلة تشير إلى أن الإعلانات الموجهة التي تظهر لنا ليست نتيجة للتنصت المباشر، بل هي نتيجة لتتبع نشاطنا الرقمي. ومع ذلك، من المهم أن يكون المستخدم واعيًا بكيفية إدارة الأذونات التي يمنحها للتطبيقات، وأن يحافظ على خصوصيته بشكل فعال من خلال أدوات وتدابير حماية البيانات.